تقرير: دعم البوليساريو يتسبب في معاقبة جنوب إفريقيا بمجلس حقوق الإنسان
بقلم: حمزة فاوزي
رصد تقرير حديث انتصار المغرب القوي على جنوب إفريقيا في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مرجحا أن يكون سبب هزيمة جنوب إفريقيا هو موقفها العدائي في قضية الصحراء، الذي أصبح لا يقنع الدول الإفريقية والغربية.
التقرير الذي أصدره معهد الدراسات الأمنية بإفريقيا، المعروف اختصار بـ “ISS”، بين أن “زعماء بريتوريا كانوا سعداء بعد هزم منتخبهم للمغرب في كأس إفريقيا للأمم؛ لأن ذلك اعتبروه ردا للجميع بعد الهزيمة السياسية التي تعرضوا لها في مجلس حقوق الإنسان”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا المنظور الذي يفتخر به الساسة في جنوب إفريقيا “مثير للسخرية”، حيث كان المغرب ناجحا في التصدي لمناورة بريتوريا في مجلس حقوق الإنسان، ودخل كمرشح إفريقي أجبر المجلس المكون من 47 عضوا على التصويت له.
وأبرز أن ما قاله المغرب بخصوص وجود مناورة جنوب إفريقية ضده بعد ترشحه لرئاسة المجلس لم يكن مفاجئا، حيث يعتبر البلدان “عدوين للغاية”، وتندد الرباط بالمواقف التي تتخذها بريتوريا في قضية الصحراء المغربية، فيما تحرص جنوب إفريقيا على دعم البوليساريو وإقامة علاقات ديبلوماسية معها.
ويرجح معهد الدراسات الأمنية بإفريقيا أن يكون وراء هذه الهزيمة القاسية “موقف بريتوريا من قضية الصحراء، وقضايا أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية”، وهو ما كلفها دعم بعض الدول الإفريقية الأعضاء.“إن الفوز على جنوب إفريقيا كان بمثابة نصر مزدوج للمغرب، فلم يقتصر الأمر على المنصب فحسب، بل أيضا قطع الطريق على أكبر منافس له في إفريقيا”، يضيف التقرير.
ويضع هذا الفوز جنوب إفريقيا في ترقب واضح بخصوص ما إذا كان المغرب سيترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي، وهذا الترقب يحمل نوعا من التخوف، وفق التقرير، الذي بين أنه “إذا تم انتخاب المغرب رئيسا للاتحاد الإفريقي سيستخدم هذا المنصب لتعزيز موقفه في ملف الصحراء، وسيشمل ذلك تهميش أو طرد جبهة البوليساريو”.
وبالنسبة لجنوب إفريقيا، يتساءل المعهد عما إذا كانت هزيمتها المدوية في مجلس حقوق الإنسان بمثابة تحذير من أن مواقفها الخارجية، مثل ملف الصحراء، قد يكلفها دعماً غربيا وإفريقيا واسع النطاق.
وتم تسجيل انتخاب تاريخي للمغرب لرئاسة مجلس حقوق الإنسان برسم سنة 2024، وفق بلاغ صادر عن المجلس الأممي.وأضاف البلاغ أن “من بين الأعضاء الـ 47 بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أيد 30 عضوا ترشح المغرب أمام ترشح جنوب إفريقيا، التي لم تحصل سوى على 17 صوتا”.
وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة قد علق على هذا الفوز بالإشارة إلى الحملات المعادية التي قادتها جنوب إفريقيا والجزائر، وقال إن “الجزائر وجنوب إفريقيا قادتا حملات إعلامية من خلال بعض البيادق من المرتزقة، في حين كان المغرب يقدم شروحات مهمة حول آليات ترشحه”.