ضريبة النجاح والناجحين وتسويق الأكاذيب والمغالطات لتشويه السمعة أي تناقضات نعيشها في مجتمعنا…! بقلم: محمد أدي
الداخلة أنسوليت
لا شك أن مانشاهده مؤخرا عبر صفحات فيسبوكية وهمية والتي يقتات أصحابها على نشر الأكاذيب ومحاربة الناجحين وإثارة الفتنة بتشويه سمعة الناجح لنيل منه ومحاولة تقزيم انجازاته التي يعرفها القاصي والداني ذنبه الوحيد أنه يعمل في صمت ولا يحب الضوضاء التي اعتاد عليها الكثيرون.
أشخاص وهبهم الله ملكة الفطرة والبشاشة ومحبة الناس وخدمة الغير في صمت لا ينتظرون مقابل ناجحون بفضل إرادتهم وطموحاتهم ومكانتهم المرموقة التي يحتلونها في مجتمعهم ووطنهم .
ليجد هؤلاء أعداء النجاح والذين يدمنون الثرثرة، مهارتهم في الثرثرة تنبت في أرضية الفراغ أو ضحالة الثقافة، أو قوة الحسد، يتغذون على التفكير السلبي وينامون على سرير الإحباط، ويعيشون معتمدين على طاقة الانتقاد والشتم والشعارات.
كثيرون هم الذين يمدون أيديهم الخفية لإنجاح من لا يستحق النجاح أي الذي لا يمتلك مقوماته، لا لشيء إلا لأنه ذا صيت واسع في التملق أو لتدخل خارجي لاأخلاقي، في حين أنهم يحاولون إفشال الناجح الحقيقي لأن مقوماته الذاتية غالبة على التي عندهم، فبروزه في نظرهم يشكل خطرا عليهم لهذا يضعون عقبات وحواجز أمامه، ونظرا لأنهم يرون أن النجاح في يدهم وهم من يملكون زمامه، تجدهم يصنفون الناجحين على حسب هواهم كأن النجاح ملكهم الشخصي خاص بهم وبمن يريدونهم وحدهم، ويبقى تفكيرهم معطوب وقلوبهم طبع عليها الشيء الذي منعها من إبصار الحقائق؛ لهذا هم يعتقدون بأن كل مشروع ناجح وكل إنسان متميز فيما يصنعه يشكل تهديدا خاصا على أمنهم الذاتي.
إن النجاح الحقيقي لا يموت عند أهل العزم والإرادة الراسخة، فالغرس الذي تغرسه بإخلاص للقيم الأخلاقية لن ينطفئ وإن تعرضت لانتكاسات ومعارك طاحنة بعد محاولات متكررة في تفشيلك أو سرقة مجهوداتك التي تعبت كثيرا من أجلها، إن كل الأشياء التي يضعها لك أعداء النجاح لعرقلة مسيرك نحو بلوغ قمم النجاح إنما هي أكثر ما يمكنه أن يصنع منك إنسانا ناجحا له صلابة قوية عندما يواجه الأزمات والشدائد، في حين أن الذي يركن إلى واقعه السلبي سيصبح أسيرا في ذلك الواقع، غير أن الشخص الطَموح يعمل بشكل دائم ويجاهد بتفان لكي يحلق عاليا في سماء النجاح ويتابع مسيره نحو بلوغه بثبات، ولا يعطي أية قيمة لمن خانوا أخلاقهم لإرضاء شيطانهم، فمهما حاولوا تغطية تميز الناجح سيسطع نور اجتهاده رغم كيدهم وحقدهم وحسدهم الدفين، فالنجاح غالب يعلو ولى يعلى عليه.
وقد تكون قوة نجاحك مستمدة من كل ما واجهت من تحديات وعوائق، فصلابة نجاحك الداخلية وقدرتك الهائلة على المقاومة هي تراكم كل الآلام والندوب والتداعيات الكثيرة التي خضتها في سبيل تحقيق النجاح الذي تصبو إليه ، لذا فإن ما يجعلك إنسانا ناجحا هو إدراكك لفكرة واحدة، فكرة أنه ما من شيء أبدا بوسعه أن يحطم نجاحك ويخفي أثاره، بل على النقيض فكلما حاولوا منعك من الارتقاء في درجات النجاح إلا وصار نجاحك أكثر سطوعا وبروزا.
امض في نجاحاتك واستمر في تميزك غير آبه لكل من يحاول عرقلة مشوارك نحو المجد الذي لا يصل إليه سوى العظماء، لتكون من الذين يملكون إصرارا جبارا وقلوبا أوسع من أي فعل لاأخلاقي يمارسه الآخرون اتجاههم، فنجاحك أكبر من أن تلتفت لكل من يحاول النيل منه هذه ضريبة النجاح والناجحين.