Nature

ذ.بوشعيب قيري يكتب: بأوروبا.. برلمان للإفك والبهتان.

0

الصحراء أنسوليت

لازال البرلمان الأوربي يعيش على السراب المنبثق من دخان النفط والغاز، ولم يستوعب جيدا الدرس الديبلوماسي البليغ الذي لقنته المملكة المغربية لكل من ألمانيا وإسبانيا بخصوص الموقف من القضية الوطنية.

وان كان من خبث واضح في الموقف الأخير لهذا البرلمان من وضعية حقوق الإنسان بوطننا وما رافق ذلك من طعن في مؤسساتنا التي هي رمز لهويتنا الدستورية وعنوان لسلطتنا المنبعثة من وثيقتنا الدستورية،ومن مقاربتنا للممارسة الديمقراطية في ظل نظامنا الملكي البرلماني، فأنه خبث يدل بالملموس على الانبطاح التام لمن ظلوا لقرون يشنفون مسامعنا بتقاليدهم الديمقراطية العريقة التي ما إن امتدت لها قنوات المال والغاز حتى تحولت هذه التقاليد إلى عناوين بارزة عن الفساد المستشري في دواليب المتحكمين في هذا البرلمان.

وأعتقد أن هذا الانزياح الشاذ غابت عنه المقاربة الجديدة التي بات المغرب يسلكها في التعاطي مع قضيتنا الوطنية والتي مافتئ يعبر عنها جلالة الملك في العديد من الخطب الاخيرة من خلال اعتبار قضية الصحراء المغربية هي المنظار الذي تقيم به المملكة المغربية علاقتها مع جميع الدول.

وإذا كان مكر وخبث أعداء الوطن قد حاولوا الالتفاف على حقيقة عدائهم لوحدتنا الترابية عبر ركوب موجة حقوق الإنسان والحريات، فإن الصرامة التي تصدت بها المملكة لهذا الموقف ستجعله في مهب الريح لا يسمع صداه الا في الاذان الصماء لصانعيه،خصوصا وأنه تأسس على افتراءات ومزاعم لم يعد حاليا بإمكان أي من كان أن يصدقها في ظل تطور وسائل التواصل والإعلام.

على البرلمان الأوربي أن يستوعب جيدا أن المملكة، وفي ظل المتغيرات الحالية التي هي في صالح موقفنا الوطني، لم تعد في حاجة الى مواقف رمادية من مثل هكذا مؤسسات ، صحيح انه في فترةةمن الفترات كنا نعتقد اننا في حاجة إلى دعم هؤلاء لنا، لكن هذه الحاجة حاليا أصبحت متجاوزة بحكم قوة المعطيات على أرض الواقع، فالمغرب في صحرائه وسط أبنائه ، والمغرب حسم أمره في وحدته الترابية ، وهو ماض في مجهوده التنموي لأقاليمه الجنوبية وبمجهود ورأسمال وطني محض (مثلا أزيد من 88 مليار درهم فقط للنموذج التنموي الجديد للاقاليم الجنوبية)، وهذه المناطق كلها حاليا عبارة عن أوراش تنموية كبيرة تشمل الجو والبر والبحر.

إن الوطن لا ينتظر من سيزكي ويعترف بوجوده في جزئه الجنوبي، والخزي والعار لكل من يفتعل الأوهام ليحتمي ويستنجدي بالاجنبي ضدا في الوطن، فإما أن تكون وطنيا أو لا تكون.

Leave A Reply

Your email address will not be published.